إلى الرفيق الأعلى المناضل عثمان عمر آدم أري (أبو حطان)
رحل عن دنيانا بعيداً عن المضارب التي أحبها ووهبها سنوات عمر الشباب والكهولة، بعيداً عن أشجار منطقة عندلايب وقرست الوريقة، بعيداً عن صخور جبل أرقجي الشامخ وينابيع مياه انيسو العذبة الفضية اللون عندما تنعكس عليها أشعة الشمس المشرقة، رحل مناضل في قامة وطن، المناضل عثمان عمر آدم أري (أبو حطان). رحل بلا ضجيج تماماً كعطائه من أجل الوطن والحرية، بلا ضجيج، رحل كرفاقه من أبطال جيل تأسيس ثورة الفاتح من سبتمبر العظيم، رحل في زحمة اللجوء والشتات وقيود الحركة التي اجتاحت العالم وهو كرفاقه المخلصين الذين قدموا الغالي والنفيس في وقت كان الوطن والثورة بأمس الحاجة للتضحية من أجل استقلال إرتريا وحرية شعبها وكرامة إنسانها. وما يحزن ليس الموت فهو سنة الحياة، ولكن موت هؤلاء الأبطال بعيداً عن الأرض التي سقوها عزيز الدماء وأعطوها سنوات العمر، ما يحزن أن المناضل أبو حطان لم يجد شبراً يؤي جثمانه الطاهر وهو الذي ضحي بكل شيء. إذ كان من أبطال اللجان والمليشيات الشعبية الشجعان أمثال الشهداء قولاي إدريس هنقلا ومحمود علي تكوش (الملقب محمود ديمقراطي) وآخرين من أبطال الجبهة المخلصين الذين كانوا في الصفوف الأمامية في خنادق النضال والشرف بجانب إخوانهم وأبنائهم في جيش التحرير الإرتري الذين خاضوا معاً عشرات المعارك البطولية التي سيخلدها التاريخ الوطني الإرتري، وبفقده فقد شعبنا واحداً من أبنائه الأوفياء. للراحل المقيم ورفاقه الشهداء الرحمة والمغفرة سائلين الله أن يجعل نضالهم من أجل العدل والحرية في بلادنا ومن أجل الشعب الإرتري في ميزان حسناتهم وأن يصبر أبنائهم وأهلهم وأن يجعل البركة فيهم ويصبر رفاق نضالهم.
ولا نقول إلا ما يرضي الله إنا لله وإنا إليه راجعون.
محمد اسماعيل همد
رئيس جبهة التحرير الارترية
23 يناير 2022م