مُدّوا يـــداً ترفــع الوطـن وتدرجـه إلى الأمــام…

بسم الله الرحمن الرحيم

مُدّوا يـــداً ترفــع الوطـن وتدرجـه إلى الأمــام…

بقلم: المهندس / سليمان دارشح

     16 / 5 /2022م

هناك كثيرون هم من يتحدثون عن حب الوطن والانتماء إليه ، وحسب رأينا الانتماء للوطن ليس أقوالاً لا تصحبها أفعال، بل هو مشاركة والتزام واجتهاد وعمل من أجل بناء وطن أفضل، كما أنه ليس مجرد شعارات أو أغاني نرددها ونرقص على أنغامها فيحصل ويكون الانتماء، فهذا مجاف للواقع والمنطق، فالانتماء الحقيقي يكون بالارتقاء به إلى أعلى المراتب والزود عن حماه والحفاظ على مكتسباته، وحب الوطن هو شعور نبيل وإحساس راقٍ وتضحية شريفة ووفاء كريم، فسعادة الإنسان من سعادة الوطن، ومجد الوطن يبنيه أبناءه المخلصين الشرفاء يبقي الوطن هو هويتهم وعنوان كبريائهم وشموخهم وكرامتهم.

ولكي تحب وطنك، لا بد أن تعرف تاريخه وتستوعب قدراته وآماله وطموحاته وغاياته التي يتطلع إلى تحقيقها، وتهضم معتقداته، ومن غير هذه المعرفة، فلا حب للوطن ولا انتماء للوطن.. ولا يحزنون.. ومن العبث أن تنتظر من إنسان فاقد المعرفة أن يتفانى في خدمه شعبة ووطنه!! لأن مثل هذه الإنسان عقله خالٍ من المعرفة وقلبه فارغ من حبه للوطن.

ومن يكن كذلك فلا همة له، ولا وطنية له، وبالتالي يفتقد مثل هذا الإنسان نفسه وذاته، وفاقد نفسه وذاته لا رجاء منه، ولا عشم فيه!!

وما يثير في النفس الحزن والانقباض، لم يؤذي إرتريا ويفقدها ويهدر طاقاتها ويعطل مصالحها العامة، ويسحبها نحو الهاوية سوى حكامها المتربعين على سدّة الحُكم على سنوات طوال والذين ألتفتوا إلى  ذواتهم ومصالحهم الضيقة كضيق أفقهم، عملوا بدأبٍ شديد من أجل المحافظة على كرسي الحكم، وإحكام القبضة الحديدية على مقاليد السلطة، ضاربين بذلك عرض الأفق مصلحة البلاد ورفعتها وتقدمها، وذهب هؤلاء الحكام، عديمي المعرفة والإخلاص، إلى أبعد من ذلك حينما سرقوا من الشعب الإرتري الطيب، كل القيم الجميلة التي كان يحلم بها، ليجد نفسهُ عديم الحيلة ومقهور الإرادة، تطحنه قوة السلطة المستبدة وتزلهُ إلى درجة لم يسبق لها من قبل في التاريخ!!

وها هي السنة الثلاثون أو أكثر من عمر استقلال هذه البلاد، ولم نجد في ربوعها سوى التخلف والتردي والخراب والدمار والبؤس والشقاء والفقر والتشرد، كأنها لم تستقل بعد، وكأنها لم تسير خلال هذه السنوات خطوة قط!!

كل هذا وأكثر منه يحدث في هذا البلاد منكودة الحظ، فماذا ينتظر أهلها الأبرار الأوفياء، الذين كانوا بحق مضرب مثل في حب الوطن والانتماء للوطن، وفي البطولة والإقدام وفي الكرم والوفاء والإخلاص…. إلى آخر هذه الصفات الكريمة السامية، والتي توارثوها الأب عن الجد، والابن عن الأب، وحفل بها القاموس الشعبي الإرتري من شعر وغناء صدحت به الحناجر ، وسجله التاريخ الإرتري في صفحاته سطوراً ناصعة المداد.

فيا أهل إرتريا الشرفاء الأبطال الأحرار لماذا هذا السكون..  ثوروا في عنفوان القائد عواتي ورفاقه الأبطال لتمدوا يداً ترفع الوطن وتدرجه إلى الأمام، وتمردوا لكسر القيود التي تكبل أقدامكم.. قاوموا صنوف القهر والإذلال الذي تُمارس عليكم. قاوموا من يريدكم أن تكونوا بشراً منقادين ومستكينين ومستلبين الوعي والإرادة والعقل، قاوموا بلا هوادة لإسقاط الطغمة الظالمة المستبدة التي حرمت شعبكم من حقوقه الأساسية.

وقولوا لمن سرق حقوقكم وصادر أحلامكم، التاريخ نحن لا أنتم.. في التاريخ أنتم مجرد طغاة وقتله ولصوص، مروا من هنا بلا مجد ولا كرامة..!!

قولوا لهم: أنتم مجرد نهابه فاسدون تستقرون، في نهاية المطاف في مزابل التاريخ المنتنة، وقيعانها السحيقة ملعونين الذكر في صفحات التاريخ الإرتري.

قولوا لهم: نحن المناضلين الشرفاء سيكون لنا في القريب العاجل إن شاء الله النصر المبين والمجد كله.

شاركها

Share on facebook
Share on twitter
Share on pinterest
التصنيفات
منشورات ذات صلة