عُقد خلال الأسبوع الماضي مؤتمران للمعارضة الإرترية.
كان الأول المؤتمر الثاني للمجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي الذي عُقد في الفترة ما بين 16 – 21 / 4 / 2019 في ستوكهولم / السويد.
تحت شعار (المؤتمر الثاني لصيانة وسيادة واستقلال بلادنا، ولتعزيز وحدة شعبنا والحفاظ على قرارنا الوطني المستقل حاضراً ومستقبلاً).
بحضور الفصائل السياسية ، ومنظمات المجتمع المدني، والشخصيات الوطنية المستقلة.
هادفاً لتنظيم قوى المعارضة من أجل إحلال البديل الديمقراطي للنظام الدكتاتوري في إرتريا.
والثاني عُقد بدعوة من السيد هيلي منقريوس ممثل الأمين العام السابق للأمم المتحدة في إفريقيا، والسفير السابق لدولة إرتريا في إثيوبيا.
في يومي 24-25 /4 /2019 في لندن / بريطانيا.
تحت شعار ( مؤتمر وطني لممثلي الشعب الإرتري لبناء الديمقراطية التشاركية في إرتريا ).
بحضور سفراء إرتريين سابقين، وأكثر من سبعين مندوباً لممثلي الشعب الإرتري من كافة أنحاء العالم.
وبهدف بناء الديمقراطية في إرتريا.
وبالإمعان فيما سبق أجد أوجه الشبه ما بين المؤتمرين قليلة وشكلية وتتمثل في مفرداتٍ مثل: وطني ، الإرترية ، مؤتمر ، ديمقراطية.
في حين أجد أن الاختلاف والتباين ما بين المؤتمرين حاضرين وفي أوجة عديدة وظاهرة بشكل صارخ.
فمن حيث الانعقاد أجد أن مؤتمر المجلس الوطني هو الثاني له، وتم الإعلان عنه والإعداد له من قبل أشهر، من أجل أن يحضره أكبر عدد ممكن من الإرتريين المعارضين تنظيماتٍ وأفرادٍ ومنظمات.
أما مؤتمر لندن فدعى له السيد هيلي منقريوس، وإن كان الإعلان والدعوة له منذ فترة، إلا أن الكثير من المعارضين المهتمين بالعمل المعارض لم يسمعوا بهذا الإعلان أو الدعوات وأنا واحدٌ منهم، ربما مردُ ذلك أن الأمر سيان عند المنظمين أو الداعي للمؤتمر إن حضرنا وشاركنا في فعاليات المؤتمر أم لم نشارك.
أما من حيث الحضور والمشاركين ، نجد في مؤتمر المجلس الوطني مشاركة ممثلي جُل التنظيمات السياسية المعارضة، وكذلك ممثلي منظمات المجتمع المدني، والعديد من الشخصيات الوطنية المعارضة.
أما مؤتمر لندن فكما جاء في موقع عونا الإلكتروني لبى دعوة السيد منقريوس عدد من السفراء الإرتريين السابقين وسفراء أفارقة ومن الاتحاد الأوروبي، وكما حضره أكثر من سبعين مندوباً من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وإفريقيا بما في ذلك الأكاديميون والناشطون وأعضاء الشتات الإرتري والخبراء الدوليون.
أما نقطة الاختلاف الأكبر مابين المؤتمرين فكانت الديمقراطية، ولا أعني هنا اختلافهما حول الديمقراطية كمفهوم أو مطلب يسعى المؤتمران لتحقيقه( وإن كان مشهد مؤتمر لندن يحتمل الأمرين ) ، بل أقصد اختلافهما في سبل تحقيق هذه الديمقراطية.
في حين أن مكونات مؤتمر المجلس الوطني كانوا مدركين أن الديمقراطية غائبة عن إرتريا منذ فجر التحرير، لا بل قبل ذلك بكثير، ومنذ أن كانت الجبهة الشعبية فصيل من فصائل الثورة الإرترية وقبل أن تتحول إلى حزب الجبهة الشعبية للعدالة والديمقراطية( أكثر الحقوق افتقاداً في إرتريا ) ومنذ ذلك الحين ما انفكت مكونات المجلس الوطني تنادي بالديمقراطية وتناضل من أجل تحقيقها.
أما مكون المؤتمر الوطني لممثلي الشعب الإرتري وصاحب الدعوة له وضيوف الشرف في المؤتمر، أدركوا متأخرين أن الديمقراطية غائبة في إرتريا، وذلك بعد أن عمل العديد منهم سفراءاً للنظام الديكتاتوري ولسنين، إلا أنهم فطنوا أخيراً بعدم ديمقراطية نظام الهقدف، فخيراً فعلوا بهذا الإدراك، فأن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً.
وهنا يتوجب علي القول : الديمقراطية مشروع جماعي يجب أن يؤمن به الجميع ويناضل الجميع من أجل تحقيقه، ويعمل الجميع على إرساء قواعدها والحفاظ عليها، وإلا فالديمقراطية المنشودة إن تحققت بنداءات مؤتمر لندن ستكون كديمقراطية السيد أسياس أفورقي الذي عجز العالم أجمع عن إقناعه بأن لا ديمقراطية في إرتريا.
في الختام، إن طريق تحقيق الديمقراطية وباب الولوج لعالمها أصبح في زمننا هذا معروفاً لا بل من البديهيات لدى المتخصصين وغير المتخصصين في علم السياسة وفن قيادة المجتمعات.
فالديمقراطية في إرتريا لا يتم بلوغها بسلوك طريق مؤتمر لندن، وعالمها في إرتريا لا يمكن ولوجه عبر بوابة قاعة كلية الدراسات المتقدمة ومعهدها لدراسات الكومن ويلث في جامعة لندن، برعاية وتنظيم إرتريا فوكس!؟.
الدكتور كرار عواتي.