بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، يحتسب المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي عند الله، أحد أبطال أفريقيا وأبرز مفكريها الأستاذ حلمي شعراوي ، الذي لبى نداء ربه يوم الاثنيين الموافق 20 مارس 2023، في العاصمة المصرية القاهرة . يعتبر الفقيد المصري والأفريقي الكبير الأستاذ حلمي شعراوي أحد أبرز رواد الفكر والنضال في مصر وأفريقيا، وسيظل اسمه يتردد بكل فخر واعتزاز في أنحاء القارة السمراء، وذلك لدوره الطليعي في دعم حركات التحرر الوطني الأفريقية، وتوثيق نضالات شعوبنا في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
ونحن في إرتريا نفتقد برحيله رفيقًا نضاليًّا كبيرًا، حيث ستشهد ساحات نضالنا الوطني دوره البارز في دعم نضالنا العادل بقيادة جبهة التحرير الإرترية ضد الاحتلال الإثيوبي البغيض. وليس من المبالغة في شيء التأكيد على أن الراحل الكبير حلمي شعراوي يحتل مكانة مرموقة في السجل النضالي للشعب الإرتري وقواه المناضلة. وفي هذا السياق نذكر بكل فخر واعتزاز زياراته المتكررة للمناطق المحررة في إرتريا، والتي كان أبرزها ترأسه لوفد مصري كبير ضم الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، والكاتبة عزب، حيث قام الوفد، برفقة المناضل الكبير عمر محمد أحمد، بجولة في عددٍ من المدن والقرى المحررة في عام 1977 والتقى بقيادات ومقاتلي جيش التحرير الإرتري البطل، حيث نقل مشاهداته في عدد من الصحف المصرية والعربية، مما كان له تأثير كبير في ازدياد تعاطف الشارع المصري والعربي مع نضال الشعب الإرتري. قيض لي أن ألتقيت به قبل بضع سنوات، بتوصية من رفيق نضاله وصديقه المقرب، الشهيد القائد أحمد محمد ناصر، وشعرت بأنني في حضرة قامة أفريقية وعربية قلما يجود بها الزمن، وسألني باهتمام شديد عن الأوضاع الإرترية وأصدقائه الإرتريين. واستمع إلي باهتمام الخبير والمفكر . واتفقنا على التواصل المستمر. وفي العام الماضي اتصلت عليه هاتفيًّا ودعاني لزيارته في المنزل إلى أن ظروفًا طارئة حالت دون ذلك.. سيظل المفكر الكبير حلمي شعراوي، الذي كرّس حياته وجهده من أجل قضايا شعوبنا، خالدًا في الذاكرة الجمعية للعرب وأفريقيا. تغمده الله بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته، وألهم أسرته الكريمية والشعب المصري العظيم وشعوبنا الأفريقية والعربية، الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون،،
نجاش عثمان
رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الإرتري
