بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: “ ولنبلونكم بشيء من الجوع والخوف ونقص من المال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين” صدق الله العظيم.
المناضلة والمقاتلة والفدائية الجسورة سعدية تسفو تغادرنا إلى دارالخلود. بقلوب راضية بقضاء الله وقدره تحتسب جبهة التحرير الإرترية عند الله تعالى المناضلة سعدية تسفو نصور التي فاضت روحها. التحقت المناضلة سعدية بجبهة التحرير الإرترية في بواكير زهرة شبابها مع البدايات الأولى لكفاح شعبنا الإرتري وعملت بكل شجاعة في صفوف جيش التحرير الإرتري والتحقت بالعمل الفدائي المنظم في مدينة كرن وشاركت في عديد من العمليات الفدائية وخاصة الذين تسببوا في إحراق القرى و قتل وسجن العشرات من مواطنينا العزل وكان اشهرهم العميل علي بخيت الذي شاركت في تصفيته، وكانت تلك العملية مضرباً للمثل في الشجاعة النادرة للفتاة الإرترية المناضلة المؤمنة بقضايا شعبها وثورتها، ثم التحقت مع رفاقها بالميدان فقام النظام الاستعماري الإمبراطوري الكهنوتي الإثيوبي باعتقال والدها وإعدامه مباشرة ، ونكّل ببقية العائلة، ورغم فداحة مصابها تابعت مسيرتها النضالية لاسترداد حق شعبنا والثأر من القتلة وهدم أحلامهم في ابتلاع بلادنا، وفي الميدان نالت التدريب العسكري وأصبحت واحدة من أفراد جيش التحرير الإرتري البطل ثم ابتعثت إلى جمهورية العراق وتلقت دورة في الطبابة العسكرية وعادت مع رفاقها ورفيقاتها للعمل بين رفاقها في جيش التحرير الإرتري، عملت في مواقع مختلفة في العيادات العسكرية في الميدان وفي المدن السودانية التي كانت تستقبل الجرحى والمرضى من المقاتلين، انتقلت المناضلة سعدية إلى المملكة العربية السعودية حيث واصلت نضالها وسط الجماهير فكانت إحدى أهم الكوادر النسائية هناك وقيادية ملتزمة بخط الجبهة والاتحاد العام للمرأة الإرترية وبعد التحرير عادت لمسقط رأسها مدينة كرن وبحكم المرض كانت تتردد على المشافي حتى وصلت القاهرة للعلاج وشاء الله أن تتوفي في القاهرة يوم ٢٦ يوليو الجاري كغيرها من المناضلين الذين رحلوا بعيداً عن الوطن الذي فدوه بزهرة أيام العمر ولم يجدوا فيها شبراً يواري أجسادهم الطاهرة. تقبل الله المناضلة سعدية وأسكنها فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء متضرعين للعلي القدير أن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة ويلهم أهلها ورفاقها الصبر والاحتساب، إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أخوكم محمد إسماعيل همد
رئيس جبهة التحرير الإرترية
