بيان بمناسبة الذكرى 58 لمعركة تقوربا التاريخية

جيش التحرير البطل

يحتفل شعبنا الإرتري بالذكرى ال58 لمعركة تقوربا والتي أصبحت عيداً لجيش التحرير الإرتري، ففي مثل هذا اليوم في ال15 من شهر مارس من العام 1964م خاض جيش التحرير البطل معركة تقوربا التاريخية بقيادة الشهيد البطل محمد علي إدريس (أبو رجيلا) واستُشهد فيها  18بطلاً من خيرة مناضلي الثورة الإرترية، جاءت تقوربا بعد سلسلة من معاركِ نشرِ أهداف الثورة وترسيخ وجودها وعدالة قضية شعبها، وهُزمت خلالها قوات البوليس. و كانت أهمها معركة آدال الانطلاقة 1/ 6/1961م ومعركة أومال التي سقط فيها أول شهيد في الكفاح المسلح الشهيد البطل عبده محمد فايد تحت سفح جبل أومال يوم 20/9/1961م، ومعركة هناق هنجر التي أسر فيها الشهيد البطل بيرق نوراي ومعركة أمناييت في منطقة القاش التي أسر فيها الشهيد البطل همد ايرا وعملية أغردات الفدائية في 12/7/1962م ومعركة عنسبا في مارس 1963 التي استشهد فيها القائد الثاني لجيش التحرير الإرتري الشهيد البطل محمد إدريس حاج، وعملية هيكوتا الفدائية 15/9/1963 التي سلب فيها أبطال شعبنا كمية كبيرة من السلاح والعتاد من مركز هيكوتا بقيادة الشهيد البطل آدم محمد حامد (قندفل) ومعركة منصورة بقيادة الشهيد البطل أحمد وللو في ديسمبر 1963م  و معركة باب جنقرين في فبراير 1964 بقيادة الشهيد البطل عمر حامد إزاز والشهيد البطل أبو رجيلا.

وبعد هزائم قوات البوليس وانتشار صدى الثورة ومعاركها البطولية قرر العدو القضاء على الثورة الإرترية في مهدها باستجلاب قوة خاصة من الجيش الإثيوبي، والتي كان لها دوراً كبيراً في حسم المقاومة الثورية في الكونغو والتي شاركت في الحرب الكورية، وكانت تتكون من كتيبة قوامها أربعمئة من خيرة جنود جيش هيلي سلاّسي، مدججة بترسانة من الأسلاحة الحديثة ومحمولة بناقلات عسكرية، انطلقت من مدينة هيكوتا للقضاء على الثورة الوليدة مرة واحدةً وإلى الأبد. ولكن جيش التحرير الإرتري الباسل المسلح بقوة إرادته وعدالة قضيته كان جاهزاً لقبول التحدي حيث كانت المواجهة على ربى تقوربا وقد استخدم فيها العدو ترسانة سلاحه المتفوق بينما كانت طلائع جيش التحرير الإرتري  تعتمد على بعض البنادق العتيقة، وبحقٍ مثّلت معركة تقوربا مواجهةً  بين إرادة شعبٍ تعبّر عنها ثورته وبين ترسانة عدوٍ غاشمٍ يريد القضاء على إرادة أمة، حيث لم تكن وحدة الثورة المقاتلة أكثر من سبعين جندياً وكانت نتائج الملحمة البطولية فقدان العدو لأكثر من ثمانين من جنوده وعشرات الجرحى بينما استشهد في ملحمة تقوربا 18 مناضلاً عُلِّقت جثامينهم الطاهرة في مدن هيكوتا وبارنتو وأغردات وكرن، فكانت أول عملية تعليق لأجساد أبناء إرتريا المناضلين الشهداء الأبطال وهم مضرّجين بدمائهم الطاهرة، مما نشر بين أبناء شعبنا في المدن والقرى حقيقة الثورة، فكانت أكبر وسيلة تحريض للثورة ولحقيقتها ولمناضليها في تلك المرحلة من بدايات الثورة الإرترية المسلحة، وكانت النتيجة على عكس ما قصده العدو من تخويف أبناء الشعب الإرتري، فتدفّقت جموع الشباب تدعم الثورة وتقوي من مُعينها البشري والمادي من أجل الحرية والاستقلال، كما تناولت وسائل الإعلام العالمية حقيقة تلك المعركة وسلطت الأضواء على القضية الإرترية بوصفها قضية تقرير مصير، مما أدى لانتشار صوت الثورة لأول مرة. وبهذا كانت تقوربا نقطة تحول في مسيرة نضال شعبنا و أكدت على ثبات مناضلي شعبنا ورعيله الأول في الزود عن وطنهم وعزمهم على انتزاع حق شعبهم في الحرية والاستقلال، وكانت بداية المواجهة المفتوحة بين جيش الاحتلال الإثيوبي وجبهة التحرير الإرترية رائدة النضال الوطني المسلح، لتصبح يوماً بارزاً في سفر تاريخ بطولات شعبنا، من هنا أصبحت تقوربا معركة تاريخية خالدة ويوماً لجيش التحرير الإرتري البطل، يوماً للإرادة والرجولة الإرترية ومعلماً بارزاً سيبقى خالداً في التاريخ النضالي الإرتري.

شعبنا الإرتري الأبي:-

مقاتلين جيش التحرير الإرتري البطل:-

إن الاحتفال بذكرى تقوربا وقفة لتجديد العهد والميثاق بالوفاء لشعبنا ولشهداء الثورة ورعيلها ولاستكمال أهداف الثورة التي ضحى من أجلها أشرف أبناء إرتريا ومقاتليها اللذين قدموا تضحياتٍ جسام على طريق الحرية والاستقلال، والتي توّجت بخروج الاستعمار الإثيوبي مهزوماً من تراب الوطن الإرتري وأصبحت إرتريا دولةً حرةً كاملة السيادة. مؤمنين بأن شعبنا عندما أعلن ثورته المسلحة في الفاتح من سبتمبر في العام 1961م بقيادة الشهيد البطل حامد إدريس عواتي، حدد أهدافه في تحرير الأرض والإنسان، وفي سبيل إنجازها قدم الغالي والنفيس. وإن كنا اليوم قد حققنا الهدف الأول تحرير الأرض، فإن معركة تحرير الإنسان لازالت مستمرة ولن تستكمل الثورة أهدافها حتى نتوج على أرض الواقع دولة الحرية والديمقراطية والشراكة الوطنية على أنقاض دولة الفرد المتسلط وعصابته البغيضة، وإن النضال من أجل التغيير هو استكمال لأهداف ثورتنا المجيدة ليعيش شعبنا حراً سيداً في وطنه ويختار بإرادته الحرة من يحكمه .

الشعب الإرتري الصامد وقواه المقاومة :-

إن ما يقوم به نظام الفرد في بلادنا منذ انفراده بالسيطرة على السلطة منذ الاستقلال، من القهر والتنكيل بالداخل وإشعال الحروب العبثية مع دول الجوار بلا استثناء، لشيطنة شعبنا وخلق عدوات بينه وبين شعوب دول الجوار، وهذا أمرٌ خطير يستوجب أن يقف الجميع أمامه بمسؤولية تاريخية، فإرتريا يعبث بها الدكتاتور وعصابته ويُقتل أبناؤها في حروب عبثية لا تعني شعبنا. وكلنا نتابع هذه الأيام وقائع إقحامه لشبابنا في الحرب الإثيوبية الداخلية ليصبحوا وقوداً لحربٍ أقل ما يقال عليها أنها حرب غير عادلة والتي سوف تورثنا الثارات والضغائن والخسائر الجسيمة من أرواح أبناء إرتريا وستكون لها آثارها المستقبلية في علاقات الشعوب الشقيقة، وقد لا نبالغ إن قلنا إن خسائر هذه الحرب البشرية قد تفوق خسائر جولات حرب الحدود (بادمي). ولازال النزيف مستمراً.

ويكفي ما نتابعه من اتهامات لتحميل الجنود المقحمين في الحرب بانتهاك حقوق الإنسان من قبل المجتمع الدولي، والتي ما كانت لتحصل لولا إقحام هذا النظام أبناء شعبنا في تلك الحرب، وما نخشاه أن يكون شعبنا ضحية عقوبات الدول النافذة وبالتالي التضييق عليه، وامتداد تأثير ذلك على وحدة شعبنا وسلامة علاقاته مع امتداداته في دول الجوار، مما يضاعف من مسئولية كل وطني غيور وفي مقدمتهم أصحاب المصلحة في التغيير.

باسم كل البطولات الخالدة نطالب شعبنا أن يلتف حول المشروع الوطني لجبهة التحرير الإرترية لتجنيب شعبنا نذر تضاعف أزمة تلوح في الأفق وحتى لا تأتي على حساب شعبنا وحاضره ومستقبله، ونناشد أبناء شعبنا وقواه الحية وخاصة الشباب بأن ينهضوا بمسؤولياتهم في تقدم صفوف المقاومة مستفيدين من تجارب الشباب حولهم في دول الإقليم، لنأتي معاً بالبديل الديمقراطي ونبني مؤسسات سلطة وطنية ديمقراطية تعبر بشعبنا وبلادنا من كل المخاطر المحتملة .

نحيي في هذه الذكرى العظيمة المرأة الإرترية التي تقدمت صفوف النضال والعطاء الوطني بمناسبة يوم المرأة العالمي، كما نحيي شعبنا الإرتري الصامد في أرض الوطن واللجوء ونحيي أبطال جيش التحرير الإرتري البطل، كما نحيي المعتقلين في سجون النظام مؤمنين بأن فجر الحرية آتٍ، وأن ليل الظلم والاستبداد زائل.

عاشت جبهة التحرير الإرترية

النصر لنضال شعبنا من أجل التغيير

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، الخزي للدكتاتور وأعوانه

جبهة التحرير الإرترية

المكتب التنفيذي

15مارس 2022م

شاركها

Share on facebook
Share on twitter
Share on pinterest
التصنيفات
منشورات ذات صلة