جماهير شعبنا الإرتري،يصادف 24 من مايو الذكرى الثانية والثلاثين لاستقلال إرتريا من الاستعمار الإثيوبي، الذي تحقق بفضل النضالات السلمية والمسلحة التي خاضها شعبنا الإرتري، وتضحيات جسيمة قدمتها طلائعه الثورية على مدى نصف قرن تقريبًا. لا شك بأن شعبنا كانت تحدوه آمال عراض، بعد أن تمكن بجدارة من تحرير ترابه الوطني، في أن يعيش على أرضه معززًا مكرمًا، ويطوي صفحات عقود الحرمان والظلم التي عاشها في ظل الاحتلالات المتعاقبة على وطنه، ويدشن عهدًا جديدًا في ظل دولة القانون لبناء وطن يسع كافة مكوناته السياسية والاجتماعية. إلا أن هذه الآمال سرعان ما تبددت، بفعل التوجه الإقصائي لقيادة الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا، التي آلت إليها السلطة بعد التحرير والتي أحالت البلاد إلى سجن كبير وأذاقت شعبنا صنوفًا من القهر والاضطهاد، وزجت بالآلاف من الوطنيين الأحرار في غياهب السجون والمعتقلات، دون توجيه تهم ضدهم أو تقديمهم إلى محاكمات علنية، واقتادت الشباب إلى معسكرات التجنيد غير محددة الآجال، وزجت بالجيش الإرتري في حروب ومواجهات عبثية مع كافة دول الجوار. وقد نتج عن سياسيات التدمير الممنهج التي سار عليها النظام لأكثر من ثلاثة عقود، إلى تعميق معاناة شعبنا في كل مناحي الحياة وبشكل لم تشهده إرتريا حتى في ظل الاحتلال الإثيوبي البغيض. هذه الأوضاع المزرية أجبرت عشرات الآلاف من شعبنا، وخاصة من فئة الشباب، إلى ترك ديارهم والمخاطرة بأرواحهم بحثًا عن ملاذ آمن في أية بقعة من العالم. يا جماهير شعبنا الإرتري،تأتي ذكرى الاستقلال في هذا العام، وقد تضاعفت التحديات أمام الوطنيين الإرتريين، لإنقاذ إرتريا، وصيانة سيادتنا الوطنية ووحدة شعبنا التي أصبحت مهددة نتيجة لحكم النظام الديكتاتوري الشمولي. كما نحتفل بهذه المناسبة والأوضاع الاقليمية تشهد تطورات دراماتيكية متسارعة، وخاصة الحرب المدمرة التي يشهدها السودان الشقيق، الأمر الذي ستترتب عليه، بلا شك، تأثيرات بالغة التعقيد على أمن واستقرار بلادنا ودول المنطقة عمومًا. إننا، في الوقت الذي نعبر فيها عن قلقنا البالغ لاستمرار المواجهات المسلحة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، انطلاقًا من العلاقات التاريخية التي تربطنا بالسودان وشعبه العظيم، وحرصنا على أمن واستقرار السودان، نرحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في جدة برعاية كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، متمنين أن يكون هذا الاتفاق مقدمة لتوصل القوى الوطنية السودانية إلى اتفاق شامل يضع الأساس المتين لبناء دولة ترسي دعائم السلام والاستقرار والديمقراطية في السودان الشقيق. يا جماهير شعبنا الصامد، في هذه المناسبة المجيدة، مناسبة استقلال بلادنا، نتوجه بالتحية والتقدير للشعب الإرتري، الذي ضحى بكل غال ونفيس من أجل صناعة هذا اليوم التاريخي، ونخص بالتقدير والإكبار شهداء الثورة الإرترية الذين عبدوا لنا طريق الحرية والعزة والكرامة بدمائهم الطاهرة الزكية. وندعو جماهير شعبنا الإرتري، في الداخل والخارج، إلى الحفاظ على مبادئ ثورتنا المجيدة، والمشاركة الفعالة في النضال الجاري من أجل استكمال أهداف ثورتنا المتمثلة في بناء دولة الحرية والعدالة والمساواة. كما ندعو أفراد الجيش الإرتري وضباطه للانحياز إلى مطالب الشعب العادلة، والمساهمة في رفع الظلم والاستعباد عن كاهل شعبنا الذي يعاني منذ أكثر من ثلاثة عقود من كافة صنوف القهر والاضطهاد.عاشت إرتريا حرة أبية ومستقلة.النصر لنضال الشعب الإرتري من أجل التغيير الديمقراطي.المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.مكتب الاعلام والثقافة للمجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي24 مايو 2023
شاركها
Share on facebook
Share on twitter
Share on pinterest