البيان الختامي للاجتماع الدوري الثاني للمجلس التشريعي
دوره الشهيد البطل المقدم عثمان صالح كسولاي
عقد المجلس التشريعي لجبهة التحرير الإرترية اجتماعه الدوري الثاني في الفترة من 4 إلى 6 فبراير 2022 م. والذي عُقد في ظروف بالغة الدقة والتعقيد تمر بها منطقة القرن الأفريقي، وساحتنا الإرترية على وجه الخصوص، جراء سياسات النظام الدكتاتوري المتسلط والذي يعتبر أسوأ أنواع النظم التي يشهدها العالم اليوم، هذا النظام الذي أذاق المواطن الإرتري الويلات وأفرغ البلاد من أهم مواردها المتمثلة في الشباب الذي أصبح ضحية سياسته ليصبح الوطن الإرتري طارداً. والأدهى من ذلك أن استمرار هذا النظام وعدم التعجيل بسقوطه يمثل تهديداً لوحدة إريتريا أرضاً وشعباً، وقد مُثّل ذلك في تدخله الأخير في الحرب الأهلية الإثيوبية وإقحام أبناء شعبنا فيها، الذين أصبحوا وقوداً في حرب لا تعني إريتريا وشعبها.
ومن هنا. لزاماً على الشعب الإرتري وفي مقدمتهم قواه السياسية والمدنية الاضطلاع بمسؤولياتها من أجل الوصول إلى التحول الديمقراطي في بلادنا التي مُهرت بدماء الشهداء الأبرار. كما أن جائحة كورونا التي اجتاحت العالم وألقت بظلالها على مجمل الحياة العامة، متمنين أن يجتاز العالم هذه المحنة التي تسببت في تعطيل الحياة من كل مناحيها.
جماهير شعبنا الإرتري الأبيّ:
ناقش المجلس التشريعي لجبهة التحرير الإرترية تقرير سكرتارية المجلس الذي شمل أداء السكرتارية وتقرير المراجع العام والأداء التنظيمي، من خلال تقارير الأداء التي تقدم بها المكتب التنفيذي والتي تناولت مجمل الأنشطة والفعاليات النضالية في الدورة المنصرمة، بروح نضالية عالية وبمنتهى الشفافية. آخذاً في الاعتبار الظروف الذاتية والموضوعية التي يمر بها التنظيم. أشاد المجلس بروح الفريق بين الجهازين التشريعي والتنفيذي والذي اتّسم بالانسجام التام. وقد أجاز المجلس التقارير بعد نقاش مستفيض وتقديم المقترحات لتطوير الأداء في المرحلة القادمة من خلال القرارات والتوصيات التي صادق عليها الاجتماع.
أشاد الاجتماع بقواعد التنظيم في مختلف مواقف تواجدها وإصرارها وتحدّيها، مؤمّناً على استمرار العمل النضالي لجماهير الجبهة الوفية من أجل وصول المشروع الوطني إلى غايته مع المطالبة بمضاعفة جهدها. ومن ناحية أخرى ثمّن الاجتماع الدور المحوري للمجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي لاحتوائه على معظم مكونات المعارضة والسعي الجاد لتوسيعه ليشمل كل القوى السياسية والمدنية التي تعمل من أجل إحداث التغيير الديمقراطي متطرّقاً لمواقفه المبدئية من تطورات الحرب الإثيوبية الداخلية والتأكيد على السيادة الوطنية. كما أمّن الاجتماع على الإنجاز التاريخي الذي تحقق بميلاد الائتلاف الوطني الديمقراطي كخطوة تاريخية تمثل ضرورة استراتيجية وتعزيزاً للمشروع الوطني من خلال التنسيق والوصول إلى وحدة كاملة بين مكوناته، دعماً للعمل الجماعي الذي يمثله المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي.
وقف الاجتماع مطولا على التطورات السياسية والأمنية التي تمر بها منطقتنا والتي تنذر بشرٍ مستطيرٍ متمثلاً باستهداف أمن واستقرار شعوب المنطقة، وعلى رأس هذه التطورات الحرب الأهلية الإثيوبية وتطوراتها المتسارعة والدمار الكبير الذي أحدثته على الصعيدين المحلي والإقليمي. وقد أمّن الاجتماع على الموقف المبدئي لجبهة التحرير الإرترية من هذه الحرب والذي جاء منسجماً مع موقف المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي والذي طالب أطراف النزاع بحل الخلافات بينهما بالجلوس على طاولة الحوار الوطني الشامل الذي يؤمن الاستقرار لإثيوبيا وجيرانها. وأدان تدخل عصابة أسمرا العسكري والذي تسبب في تشريد المواطنين العزل وإزهاق الأرواح البريئة التي طالت معسكرات اللاجئين الإرتريين في إثيوبيا والذين يعيشون في مخيمات تحميها القوانين الدولية، مناشداً المجتمع الدولي الوقوف على معاناة اللاجئين الإرتريين الذين يرزحون في مخيمات اللجوء في كل من السودان واليمن وإثيوبيا وتحمل مسؤولياته الإنسانية تجاههم.
وقف الاجتماع على معاناة الآلاف المغيّبين من أبناء شعبنا الإرتري في سجون الطاغية والأضرار الجسيمة التي لحقت بعائلاتهم، وحيّا صمودهم في وجه الطغيان والاستبداد. أخيراً، اختتم المجلس جلساته بإعادة الثقة في سكرتاريته وبالمكتب التنفيذي لدورة جديدة.
النصر لنضال شعبنا الإرتري البطل من أجل التغيير الديمقراطي
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
المجلس التشريعي
06/02/2022