بسم الله الرحمن الرحيم
“مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” صدق الله العظيم
بعد اكثر من ستين عاماً قضاها في خدمة شعبه ووطنه، ترجل الفارس عن صهوة جواده في الثامن من سبتمبر الجاري في مسقط رأسه ليواري الثرى في الأرض التي عشقها حد الثمالة، إنه المناضل الجسور والمقاتل العنيد أدالة حامد أحد رجالات الرعيل الأول للثورة الإرترية.
ولد المناضل أدالة في منطقة (شرئيت) قرية عد أكد بعنسبا في أربعينيات القرن الماضي في أسرة تعمل بالرعي وشب كبقية أقرانه متشبعاً بقيم المجتمع من فروسية وشهامة والدفاع عن العرض حتى بلغ أشده وتنادى إلى سمعه خبر الثورة الإرترية ومقاتلي جيش التحرير التي ملأت أخبارهم أصقاع الوطن، بل والعالم، فاختار الانضمام إليهم في العام 1965م. فور التحاقه بالجبهة تم توجيهه ضمن وحدات إدارة المنطقة الأولى التي تشكلت حديثاً في ذلك الوقت ليرافق القائد الكبير البطل محمود ديناي قائد المنطقة العسكرية الأولى في حله وترحاله، وخلال مراحل النضال تنقل في عدة مواقع نضالية أهمها مكتب الإعلام كان يقوم بتوزيع مجلة النضال الإرتري وهى مجلة دورية كان يصدرها مكتب الإعلام في الداخل بالإضافة إلى بقية الأدبيات الأخرى وإيصال الرسائل الهامة والسرية بين القيادات، وفي ذاك الزمان كان المراسلون بمثابة الفدائيين لأن إيصال الرسائل السرية والهامة بين القيادات لا يكلف بها إلا عنصر شجاع وأمين حيث لم تكن هناك تواصل سلكي ولاسلكي وكان يؤدي مهامه بكفاءة عالية مما أكسبه الشهرة بين المناضلين متجولاً بينهم من موقع لآخر إلى العام 1981م، وحتى بعد دخول الجبهة إلى الأراضي السودانية، واصل في نفس المجال إلى نهاية الثمانينيات حيث تم تكليفه بمهام التحصيل في مكتب المالية والاقتصاد في موقع تواجده ولم ينقطع عن النضال إلى آخر أيامه قبل أن يتنقل إلى داخل إرتريا مع أسرته قبل شهور قليلة من وفاته بعد أن أقعده المرض وقلة الحيلة نتيجة كبر السن. تقبل الله المناضل الجسور أدالة حامد قبولاً حسناً وأنزل عليه رحمته وجعل كل ما قدم في ميزان حسناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.
محمد إسماعيل همد
رئيس جبهة التحرير الإرترية